الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

مرض بيروني ( انحناء القضيب )Peyronie's Disease - Penile Curvature


مقدمة
مرض بيروني من الأمراض التي تسبب القلق الشديد للرجال المصابة به. و يظهر المرض في صورة ألم و انحناء في القضيب أثناء عملية الانتصاب، و قد يؤدي إلى قصر طول القضيب أو تشوه القضيب. و يرجع ذلك إلى حدوث التهابات و تليفات في غلاف القضيب. و لذلك فالمرض له تأثير نفسي شديد على المصاب.
ما هي نسبة الإصابة بالمرض؟تبلغ نسبة الإصابة بالمرض 1 - 3 % تقريبا. أي أنه رجل إلى ثلاثة رجال من بين كل 100 رجل يصابون بالمرض. و مرض بيروني أكثر انتشارا في الرجال في سن 55 عام تقريبا. و قد يولد الرجل بانحناء في القضيب، لكن لا يعتبر ذلك مرض بيروني.
لماذا سُمي المرض بهذا الاسم؟
ترجع تسمية مرض بيروني إلى جراح الملك لويس الرابع عشر ملك فرنسا " فرانسواه دو لا بيروني Francois de la Peyronie " . فهو أول من أكتشف المرض و علاجه في عام 1743.

ما تأثير المرض على العملية الجنسية؟
تختلف درجة حدة المرض. فنسبة قليلة من الرجال المصابين بذلك المرض يكونوا غير قادرين على ممارسة العملية الجنسية. فقد يؤثر على عملية الانتصاب و يؤدي إلى عدم صلابة القضيب بالقدر اللازم للأداء الجنسي. لكن نادرا ما يؤدي المرض إلى العجز الكامل لعملية الانتصاب impotence.
بعض الحالات تكون بسيطة و يتم الشفاء تلقائيا بدون علاج خلال سنة تقريبا من بداية المرض. لكن أغلب الحالات ينتج عنها على الأقل درجة اعوجاج ( انحناء ) دائم في القضيب.
 و كثيرا ما يلاحظ المريض وجود كتلة صغيرة في القضيب. و قد يطرأ على ذهن بعض المرضى أنها ورم سرطاني و يصاب المريض بالذعر، لكنها بالطبع ليست ورم سرطاني.
و يهدف علاج المرض الحفاظ على الوظيفة الجنسية للمصاب.  و في بعض الحالات عندما يزداد تشوه القضيب على المدى الطويل يتم اللجوء إلى الجراحة.
هل يصاحبه أمراض أخرى؟
مرض بيروني لا يكون مصاحبا له أي أمراض أخرى في أجهزة الجسم المختلفة. فقط 10 - 20 % من الحالات يصابون بتليف في الأيدي ( تقلصات دوبويترن Dupuytren’s contractures ) أو القدم.
تشريح القضيب

مما يتكون القضيب؟
يتكون القضيب من:
الجذع root of penis : الذي يكون ملتصق بجدار البطن.
الجسم body of penis : و هو الجزء الأوسط.
مقدمة القضيب glans of penis: تأخذ شكل دائري. في نهايتها فتحة قناة مجرى البول (وهي القناة التي تنقل الحيوانات المنوية والبول) وهي آخر طرف في مقدمة القضيب.
و يحتوي القضيب على نهايات عصبية شديدة الحساسية. و يعتبر رأس القضيب أكثر أجزائه حساسية بسبب كثرة المستقبلات العصبية فيها. و من الأماكن الأخرى ذات الحساسية العالية الحافة التاجية Coronal Ridge ( التي تفصل رأس القضيب عن جسمه )، و المنطقة المثلثية الصغرى على الجانب السفلي من القضيب.
و القضيب له انقسامان داخليان رئيسيان، كل منهما مسئول عن وظيفة مختلفة:
الأجسام الكهفية The corpora cavernosa: عبارة عن أسطوانتان قابلة للتمدد و هي المسئولة عن صلابة القضيب. و يتصل الجسمين الكهفيين بالجسم عن طريق إلتصاقهما بعظم الحوض و كذلك عن طريق رباط يثبت طرفهما الأدنى بجدار البطن "الرباط المعلق".



  • الجسم الليفي The corpus spongiosum: و هو عبارة عن اسطوانة ثالثة تحتوي على مجرى البول و الذي يخرج من خلالها البول و السائل المنوي أثناء عملية القذف. و تسير تلك الاسطوانة بمحاذاة الجسمين الكهفيين. و ينتهي الجسم الليفي برأس العضو الذكري و في وسطها فتحة مجري البول.

  • و يحيط بالاسطوانات الثلاثة غشاءان من الأنسجة و من فوقهما الجلد.

    و الجسم الكهفي عبارة عن أنابيب من أنسجة رابطة قوية مليئة بعضلات إسفنجية دقيقة تحيط بحويصلات دموية عديدة. و يحيط كل ذلك الجدار الخارجي للجسم الكهفي و هو ما يسمى tunica albuginea و هو عبارة عن نسيج ليفي مطاطي قابل للتمدد يمثل الجدار الخارجي للجسمين الكهفيين.
    تصب الشرايين الدم في الحويصلات الدموية الموجودة في الجسم الكهفي. و تقوم الأوردة بإخراج الدم منه. و الأوردة موجودة على السطح الداخلي لجدار الجسم الكهفي، بينه و بين الحويصلات الدموية. و لذلك فعند ضخ الدم إلى الحويصلات الدموية و تمددها يؤدي إلى ضيق و انغلاق الأوردة، حيث أنها تتواجد بين الحويصلات المتمددة و الجدار الخارجي الصلب. و يؤدي ذلك إلى منع هروب الدم و احتباسه في الجسم الكهفي. و يؤدي ذلك إلى تمدد القضيب و تصلبه و زيادة حجمه. و ذلك ما يحدث أثناء عملية الانتصاب.

    أسباب مرض بيروني ( انحناء القضيب )
    مازالت أسباب الإصابة بمرض بيروني غير معروفة حتى الآن.
    ما الذي يؤدي إلى انحناء القضيب أثناء الانتصاب؟
    الجسمين الكهفيين و الذين يتمثلون في اسطوانتان تشبه الحجرة البالونية يجب أن يمتلئوا بالدم كي يحدث الانتصاب. و النسيج الذي يمثل الغلاف الذي يحيط بالقضيب يعطي الصلابة فقط عندما يكون في أعلى درجة من التمدد. فذلك الغلاف بالرغم من أنه مطاطي إلا إنه يعطي صلابة قوية عندما يتمدد إلى درجة معينة، فهو عبارة عن ألياف متشابكة من الأنسجة الرابطة القوية. و هذه الألياف القوية تتحكم في درجة التوسع و تحدد شكل القضيب المنتصب و تؤدي إلى الصلابة الهيكلية للقضيب أثناء الانتصاب.
    و مرض بيروني يصيب الجدار الخارجي للجسمين الكهفيين tunica albuginea. فهو يؤدي إلى وجود كتلة أو زيادة سمك هذا النسيج الليفي مما يعوق التمدد الطبيعي للقضيب أثناء الانتصاب و يؤدي إلى انحنائه إلى أحد الجانبين أو إلى أعلى.  و تكون تلك الكتلة أو التليف الزائد في جدار القضيب بسبب إما تكرار الالتهابات في المراحل الأولى للمرض، أو نتيجة تليف دائم في المراحل المتقدمة من المرض.
    وجدت الدراسات المجهرية و الكيميائية أن تلك الكتلة الموجودة في غلاف القضيب تمثل مراحل عملية التئام الجرح نتيجة تمزق قد تعرض له. و يكون التئام الجرح غير صحيح في الكثير من الحالات. فمن أسباب مرض بيروني إصابة القضيب بتمزق أثناء عملية الانتصاب. و قد يكون ذلك نتيجة التواء مؤلم غير متوقع للقضيب أثناء الأداء الجنسي أو نتيجة تمزق للأجسام الكهفية بالقضيب. و يؤدي ذلك إلى فقد فوري لعملية الانتصاب و يلاحقه انتفاخ شديد.
    و من المحتمل أن يكون كل الرجال النشيطين جنسيا يتعرضون لدرجة معينة من التمزقات في بعض الأماكن الضعيفة نسبيا أثناء عملية الانتصاب.
    إن التركيب التشريحي للأجسام الكهفية بالقضيب و الغلاف المطاطي المحيط به يؤدي إلى صلابة القضيب أثناء الانتصاب. و مع تقدم العمر للرجل و بلوغ منتصف الخمسينات يبدأ ضعف مطاطية ذلك الغلاف المحيط بالقضيب و ظهور مرض بيروني في سن منتصف الخمسينات. و غالبا تظهر تلك الكتل عند قمة القضيب.
    مرض بيروني أكثر انتشارا في المصابين بمرض السكر، النقرس، انقباض Dupuytren’s contractures وهو تسمك و تليف في النسيج الليفي لراحة الكف. و تلك الأمراض تؤثر على عملية التئام الجروح بطريقة صحيحة. لذلك يعتقد أنها السبب في الالتئام الغير جيد للتمزقات التي تحدث للقضيب و بالتالي تحدث الإصابة بمرض بيروني.
    تشخيص مرض بيروني

    كيف يتم تشخيص مرض بيروني؟

    يتم تشخيص مرض بيروني بواسطة الطبيب أخصائي المسالك البولية دون الحاجة إلى إجراء تحاليل أو فحوصات.
    و يتم التشخيص من خلال أعراض المرض التي تتمثل في:
    ألم أثناء الانتصاب.
    انحناء القضيب أثناء الانتصاب.
    صغر في طول القضيب.
    و في بعض الحالات لا يكون هناك ألم أثناء الانتصاب.
    و هناك أيضا علامات مميزة للمرض أثناء الكشف الطبي، مثل:
    وجود كتلة أو تسمك في مكان أو أكثر بالقضيب.
    انخفاض مطاطية القضيب المترهل ( ليس في حالة انتصاب ).
    و يمكن الاستعانة بصور لأشعة إكس أو موجات فوق صوتية لمتابعة تطور المرض.

    العلاج الدوائي لمرض بيروني (انحناء القضيب)
    هناك العديد من الأدوية التي تستخدم لعلاج مرض بيروني. و تختلف درجة استجابة المريض للعلاج من شخص لأخر. و ذلك لأسباب غير معروفة.

    عامة التغير في مطاطية أنسجة القضيب الناتجة عن الالتهابات التي تحدث في مرض بيروني يمكن أن يتم علاجها. لكن هناك بعض الحالات التي يكون المرض فيها في مراحل متقدمة جدا و تكون نسيج ليفي قوي لا يجدي استعمال الأدوية معها. فالعلاج يكون فعال في المراحل الأولى للمرض فقط. و ذلك تقريبا في خلال الستة أشهر الأولى للمرض.

    في الستة أشهر الأولى للمرض يكون الانتصاب غالبا مؤلم. و مع الوقت حتى و إن لم يتم استخدام علاج فإن الألم يتلاشى تلقائيا. لكن المشكلة تكمن في الانحناء الذي يظهر بعد ذلك في القضيب و الذي تختلف درجته من شخص لأخر.
    و أغلب أنواع الأدوية تنجح في تحسن انحناء القضيب بنسبة 60% تقريبا.  و هناك بعض العوامل التي تمنع تحسن ذلك الانحناء مثل تقلصات دوبويترن Dupuytren's contractures ، وجود تليفات شديدة بالقضيب، أو كبر زاوية انحناء القضيب ( أكبر من 45 درجة ).


    ما هي الأدوية المستخدمة في العلاج؟
    الأدوية المستخدمة في العلاج هي:

    فيتامين Vitamin E : و يعتبر مانع للتأكسد. و يستخدم لعلاج مرض بيروني منذ عام 1945.
     

    البوتاسيوم أمينوبنزوات potassium para amino benzoate - POTABA: يعتقد أنه يخفض تكوّن الألياف من خلال خفضه للسيروتونين عبر زيادة استعمال الخلايا للأكسيجين وزيادة نشاط الأوكسيداز الأمينية الأحادية. لكن يحتاج استخدامه بجرعات عالية كي يعطي النتيجة المطلوبة. و قد تسبب تلك الجرعات العالية مشاكل معوية.
     

    الكولشيسين Colchicine: و هو دواء يستخدم منذ عدة سنوات في علاج النقرس. و يمنع الالتهابات و تكون الأنسجة الليفية.
     

    الفيراباميل Verapamil: يستخدم عن طريق الحقن المباشر في مكان الكتلة أو التسمك الزائد. و يؤثر على السيتوكين الذي يترافق مع المراحل الأولى من اندمال الجرح والتهابه ويزيد من نشاط الكولاجيناز المحلل للبروتينات.
     

    الكولاجيناز Collagenase: و يقوم بالقضاء على الكتلة المتكونة بالقضيب.
     
    العلاج الجراحي لمرض بيروني (انحناء القضيب)
    من يجب أن يلجأ للعلاج الجراحي؟

    هناك أربع معايير أساسية يجب أن تتوافر في المريض كي يقوم بالجراحة:

    شدة انحناء القضيب بحيث يتعارض مع الممارسة الجنسية.
    تم إعطاء المريض فرصة للعلاج تلقائيا. و هذا يعني أن يكون المريض قد أخذ فرصة على الأقل 12 شهر من بدء المرض.
    تم تجربة العلاج الدوائي و لم يعطي نتيجة.
    أن تكون حالة المريض مستقرة. أي لا يكون هناك تغير في حدة المرض سواء إلى الأحسن أو إلى الأسوأ. فنتيجة العملية الجراحية تكون أفضل في حالات المرض المستقرة.
    ما هي خطورة الجراحة؟
    لا تعطي الجراحة علاج نهائي من مرض بيروني.
    كل طريقة جراحية لها الأعراض الجانبية الخاصة بها.
    من التغيرات التي قد تؤدي إليها الجراحة هي قصر طول القضيب أثناء الانتصاب. فالجراحة لا تؤدي إلى إرجاع القضيب إلى شكله و طوله الطبيعي.
    بعض الطرق الجراحية تؤدي إلى قصر طول القضيب أكثر من غيرها.
    بعض الطرق تكون أكثر فاعلية في أصلاح انحناء القضيب كليا.
    نظرا للوضع التشريحي للأعصاب الحسية بالقضيب فإن الجراحة قد تؤثر على إحساس الجلد. و في كثير من الحالات يحدث تغيرات في الإحساس بالجلد، لكنها تكون تغيرات مؤقتة و نادرا جدا ما تكون مستديمة.
    من المخاطر التي يمكن أن تنتج عن الجراحة أيضا هي فقدان الصلابة أثناء الانتصاب أو عدم القدرة على الانتصاب.
    ما هي طرق العلاج الجراحي؟تتمثل الطرق الجراحية في الآتي:
     طريقة نيسبيت The Nesbit procedure
    و تتمثل في ضم الجانب المحدب من الانحناء. فيؤدي إلى تعوض النقص النسبي في الجانب المقعر للانحناء الموجود في غلاف القضيب tunica albuginea. و بذلك ينتهي الانحناء و يستقيم القضيب.  و طول القضيب يقل بعض الشيء نتيجة تلك العملية. لكنها نادرا ما تسبب مشاكل في الانتصاب فيما بعد العملية الجراحية. و يمكن علاج قصر طول القضيب فيما بعد الجراحة باستخدام جهاز تكبير القضيب.
    و تظل تلك الطريقة هي الخيار الأول في حالات الانحناء البسيط أو المعتدل.

    الترقيع Tissue Grafts
    تتضمن تلك الطريقة استبدال الجزء المتليف من جدار القضيب tunica albuginea أو توسعته بواسطة نسيج سليم مأخوذ من مكان أخر من الجسم.  و تعتبر تلك الطريقة هي الأفضل في حالات الانحناء الشديدة.
     
    الزرع  Implant Surgery
    و هي عبارة عن اسطوانات من البلاستيك سواء صلبة أو قابلة للانتفاخ يتم زرعها في الأجسام الكهفية للقضيب كي تؤدي وظيفة الانتصاب. و قد كانت تلك الطريقة هي الاختيار الأول في علاج مرض بيروني للمرضى الذين يواجهون مشاكل في عملية الانتصاب. لكن حاليا و مع وجود الطرق الطبية المختلفة لعلاج مشكلة الانتصاب فقد أصبح اللجوء إلى تلك الجراحة أقل مما قبل. و تظل فقط اختيار فعال لمن تفشل معهم كل الطرق الطبية الأخرى.
    جهاز تكبير القضيب Penis enlargement device

     
    يستخدم جهاز تكبير القضيب بصورة مستمرة بمعدل 8 - 12 ساعة يوميا يزيد من طول القضيب بمعدل 1- 4 سم. وحديثا يتم استخدام جهاز تكبير القضيب لعلاج انحناء القضيب البسيطة في مرض بيروني. و ذلك عن طريق الشد المستمر للقضيب و زيادة مطاطية الأجسام الكهفية مما يؤدي إلى إصلاح الاعوجاج ( الانحناء ) في القضيب.
    و بطريقة مبسطة فإن الشد المستمر و الدائم على خلايا القضيب تؤدي إلى تقوية أنسجة القضيب و بالتالي تقلل من تكون الأنسجة الليفية المسئولة عن انحناء القضيب.
    و بذلك يعمل جهاز تكبير القضيب في علاج مرض بيروني بطريقتان:
    الطريقة الأولى عن طريق الشد المستمر لخلايا القضيب مما يزيد كتلة أنسجة القضيب و يؤدي إلى زيادة الطول.
    الطريقة الثانية هي تقليل فرصة تكون الأنسجة الليفية المتسببة في انحناء القضيب.
    و يستخدم أيضا بعد العمليات الجراحية لضمان الحصول على نتائج أفضل وتقليل فرص فشل العملية. كذلك يعمل الجهاز في علاج القصر في طول القضيب الناتج عن العملية الجراحية لمرض بيروني. فبعض طرق العلاج الجراحي لمرض بيروني تؤدي إلى قصر طول القضيب.

    هناك تعليقان (2):

    Anonymous يقول...

    اود الاستفسار عن هل السهر واحد من المسببات التي تعمل علي ضعف القدره الجنسيه وعدم الانتصاب
    وسؤال اخر بعد عمليه لقذف يصاحب العضو الذكري الم فظيع ارجو التوضيح

    secret يقول...

    شيء طبيعي السهر يضعف القدرة الجنسيه ليس كما لو كان البدن بصحته وبالنسبه بعد عمليه القذف تحس بألم فظيع فيجب عمل تحليلات ومراجعه الكتور باسرع وقت

    وشكرا لك

    إرسال تعليق