الأحد، 24 أكتوبر 2010

الخصوبة الناقصة عند الرجل - العقم

مقدمة
  • مع التطور العلمي الكبير الحاصل في مجال الإنجاب، فإنه وفقط يمكن اعتبار الرجل عقيما إذا استؤصلت كلتا خصيتيه.
  • من الأفضل أن نتكلم عن نقص في الخصوبة بدلا من العقم النهائي.
  • يلعب الزمن الدور الهام في تحديد ما إذا كان هذا الرجل أو ذاك مصابا بالعقم أم لا؟ مع العلم بأنه لا يمكن حاليا اعتبار زوجين عقيمين إلا بعد مرور عامين من الزواج في وجود علاقات جنسية عادية من حيث النوع والعدد.
  • من المهم الإشارة إلى أن الحمل الفجائي عند زوجين (خصوبتهما ناقصة) يحدث فيما نسبته 60 في المائة بعد العام الأول من الزواج، وفيما نسبته 35 في المائة بعد 5 سنوات من الزواج.
  • تعتمد الأسس البيولوجية للعقم بالأساس على فحص المني.
  • تعرف منظمة الصحة العالمية الحدود الدنيا لمواصفات الحيوانات المنوية "النطف" ليتمكن الرجل من الإنجاب بـ :
    • حجم المني أثناء القذف: من 2- 6 مل.
    • عدد الحيوانات المنوية "النطف" في المللتر الواحد: 20 مليون نطفة على الأقل.
    • 40 في المائة على الأقل من هذه النطف يجب أن تكون متحركة خلال الساعة الأولى الموالية للقذف.
    • يجب أن يكون 50 في المائة من النطف عادية وغير مشوهة من الناحية المرفلوجية (الشكل).
  • توضح الإحصاءات الحديثة بأن الرجل مسئول عن نقص في الخصوبة في حدود 20- 25 في المائة، الزوجين معا في حدود 38 في المائة من الحالات.
  • إن علاج النقص في الخصوبة يجب أن يكون في إطار التكفل التام بالزوجين معا، ويكون فحص الرجل بالتوازي مع زوجته.
  • مع تطور الآليات الحديثة للمساعدة على الإنجاب ويطلق عليها في الوسط الطبي "المساعدة الطبية على الإنجاب" ونرمز لها في هذا الموضوع بكلمة "م ط إ" يمكن أن يحدث الحمل بكمية قليلة من المني أو بحيوان منوي واحد مأخوذ من البربخ أو من الخصية مباشرة.
هذا التطور الهائل غير كثيرا مفهوم العقم والإستراتيجيات العلاجية التي أصبحت تقترب من دور "البيولوجيا" في غياب السبب الوجيه أو في حالة استحالة العلاجات الشافية.

نظرة تشريحية فيزيولوجية
الخصية
 الخصوبة الناقصة عند الرجل - العقم
  • الوظيفة الإفرازية الخارجية: يتشكل المني عبر ست مراحل متوالية ابتداء من الحويصلات المنوية،
    وتتم الدورة المنوية الكاملة عند الرجل خلال 74 يوما. طول النطفة حوالي 60 ميكرون تتكون من:
    • الرأس ويحمل المواصفات الوراثية.
    • الجسم مكمن الطاقة.
    • الذيل.
    الخصوبة الناقصة عند الرجل - العقم
    الخصوبة الناقصة عند الرجل - العقم
    تكتسب النطف إمكانية الإلقاح أثناء مرورها بالبربخ . هذه الدورة المنوية مرتبطة بهرمون الـ  FSH لكن لا يمكن أن تتم نهائيا إلا تحت تأثير التستسترون

  • الوظيفة الإفرازية الداخلية:
    تعتبر خلايا "سارتولي" بمثابة نسيج الدعم للخلايا الإنتاشية، وتفرز "الإينيبين" الذي يضمن الرقابة الرجعية لإفراز هرمون "أف أس أش". كما أن خلايا "لايديغ" تفرز التستسترون الذي يضمن مفاضلة قناة "وولف" إلى مجاري تناسلية ذكرية، ويتحول إلى "دهيدروتستسترون" عن طريق " 5 ألفا ريديكتاز" ويفرق التجويف البولي/جنسي إلى: البروستاتا، العضو الذكري والصفن.

    كما أن التستسترون يساعد على نزول الخصية إلى الصفن في الشهر السابع من الحمل.
البربخ
يساعد على إنضاج النطف (تركيز الصبغين، اكتساب الحركة، القدرة على الانجذاب والالتصاق بجدار البويضة). تعبر الأمشاج البربخ في حدود 15 يوما. تخزن نسبة 80 في المائة من النطف في ذيل البربخ.

البروستاتا والحويصلات المنوية
مسئولة عن إنتاج البلازما المنوية، كما أن إفرازات البروستاتا تمثل ثلث الحجم الكلي للمني في قذفة واحدة. أما الحويصلات المنوية فوظيفتها تزويد النطف بالطاقة اللازمة وحفظ غشاءها من المؤثرات الخارجية.

أسباب الخصوبة الناقصة
إنه من غير الممكن أن نذكر كل الأسباب المؤدية إلى خصوبة ناقصة، ومن الأفضل تقسيم مجمل هذه الأسباب إلى عوامل إفرازية وتعود إلى خلل في تكوين المني أو عوامل متعلقة بالمجاري التناسلية تعيق حركة المني (هذه العوامل قد تكون مكتسبة أو خلقية).

الخصوبة الناقصة المرتبطة بعوامل إفرازية:
  1. عجز إفرازي مباشرة فوق sus-jacent ويرجع أساسا إلى عجز في إفراز هرمونات الغدة النخامية FSH وLH التي لها دور هام في عملية تكوين النطف، وقد يرتبط ذلك بوجود أورام على مستوى الغدة النخامية، سداد أو عوامل خارجية كالإشعاعات مثلا.
  2. عجز الخصية الأولي: قد يعد إلى خلل صبغي (متلازمة كلينفلتر، متلازمة نورمان). متلازمة xxy أو xxx عوامل تسممية، عدم هبوط الخصية إلى الصفن أو دوالي الخصية.
الخصوبة الناقصة المرتبطة بخلل على مستوى المسارات التناسلية:
  1. تشوهات مكتسبة: وهي ثانوية بعد حادث أو إصابات إنتانية.
    منها الرضوض التي تصيب البربخ أو القناة الناقلة للنطف، بعد حادث على مستوى الصفن، أو بعد عملية جراحية على الخصيتين، فتق إربي، كيس الحبل المنوي أو دوالي الخصية.
    كما أنه يمكن للإصابات الإنتانية التي تصيب الجهاز التناسلي (التهاب البروستاتا، إصابات البربخ، إصابات الخصية أو إصابات القناة الناقلة للنطف) زيادة على إتلاف الأنسجة المصاحب لمثل هذه الإنتانات يمكن أن تترك آثارا تكون منشأ انسداد على مستوى البربخ، القناة الناقلة للنطف أو باقي المجاري التناسلية الأخرى.
  2. تشوهات خلقية: عدم تخلّق"تكون" المجاري المنوية غالبا ما تكون في كلا الجانبين لكن ليست متجانسة بالضرورة وغياب التخلق (في المرحلة الجنينية) قد يصيب المجاري بصفة طبقية: انسداد أو غياب كلي للقناة الناقلة للنطف، عدم تخلق الرابط ما بين البربخ والقناة الناقلة للنطف، انسداد البربخ، عدم التحام الخصية مع رأس البربخ.
    كل هذه العوامل مصاحبة في ثلث التشوهات التي تصيب الجزء العلوي من الجهاز البولي (عدم تخلق الكلية).
    حاليا يعزى الغياب الكلي للقنوات الناقلة للنطف إلى خلل على المستوى الجيني.
الفحص السريري يعتبر الفحص السريري المرحلة المهمة في التكفل التام برجل خصوبته ناقصة، ومن المهم الإشارة إلى إنه من الصعب الحكم على رجل بأن خصوبته ناقصة من خلال فحص أولي لمنيه أو معايرة هرمون الـ .FSH " أف اس أش".

إن نصف الرجال ذوي الخصوبة الناقصة تتعلق حالاتهم بأمراض قابلة للشفاء تشخص حالات أغلبهم سريريا (دوالي الخصية، انسداد المجاري التناسلية أو خلل هرموني). ومع التقدم العلمي والمساعدة الطبية على الإنجاب "م ط إ" يجب أن يضع الأطباء في حسبانهم ضرورة التدرج في وصف وطلب التحاليل اللازمة لتشخيص حالة زوجين خصوبتهما ناقصة ويأتي في الدرجة الأولى الفحص السريري للرجل الذي غالبا ما يؤدي إلى كشف السبب الحقيقي وبالتالي وصف العلاج المناسب.

المحاورة:يخضع المريض لمسائلة من الطبيب لتحديد ما يلي:
  • مدة الخصوبة الناقصة، تاريخ الزواج، عدد العلاقات الجنسية مع الزوجة، تحديد تاريخ الرغبة في الإنجاب، زواج سابق أو أبناء آخرين.
  • البحث عن وجود عوامل معيقة للإلقاح: تعرض للحرارة لمدة طويلة، التعرض لبعض العناصر الكيميائية (الرصاص، الزئبق) إدمان على الكحول أو التدخين.
  • البحث عن السوابق الطبية أو الجراحية التي قد تكون ساعدت في ظهور الخصوبة الناقصة: عدم نزول الخصية إلى الصفن، الإصابات الجنسية، مرض النكاف، عملية جراحية على فتق إربي، عملية جراحية على المجاري البولية أو الخصيتين، مرض السكري، خلل هرموني، وجود حالات عقم عائلية.
الفحص السريري:
يجب أن يكون كاملا ومنهجيا لمريض في حالة استلقاء ثم واقفا.
الأعضاء التي يجب فحصها:
  • الخصيتين: حجم الصفن وشكل الخصيتين، تموضعهما وجود آلام أم لا؟
    مع العلم بأن طول الخصية العادية هو 4 سم، وحجمها يقارب 15- 20 مل، أقل من هذه المقاييس نتكلم عن ضمور" بالطبع عند الرجل البالغ الكامل البنية".  كما يجب أن نبحث عن وجود أورام أو أكياس في الصفن، وفي حالة وجود أيا منهما يجب أن نفحص الصفن بالضوء الكاشف والقوي كي يظهر ما بالداخل.
    في حالة خلو الصفن من الخصيتين (غالبا ما تكون في الحوض أو في التجويف البطني) فإن ذلك يساعد على إتلاف النطف وبالتالي مصدر الخصوبة الناقصة المرتبطة بعوامل إفرازية مع خطر تسرطن الخصية " خطر مرتفع 20- 40 مرة مقارنة بالشخص السليم".
  • البربخ: فحصه وجسه يكون بطريقة "شوفاصي" وذلك بجعل الخصية بين الإبهام والسبابة ثم بالصعود تدريجيا نحو القطب الأمامي/خلفي للخصية لجس البربخ. لدى الشخص السليم يكون هذا الجس غير مؤلم، بربخ متجانس ويتكون من الرأس، الجسم والذيل الذي يتصل مباشرة بالحبل المنوي.
  • الصفن: تحديد سمك الجلد والحرارة الموضعية.
  • الحبل المنوي: من الأفضل فحص الحبل المنوي عند رجل في حالة وقوف بواسطة أصابع اليد، ونستطيع أن نحقق ذلك ما بين الفتحات الإربية السطحية والبربخ. والحبل المنوي جسم قاس غير مؤلم عند الفحص، توجد معه الأوعية المنوية، كما يجب أن نحدد درجة تعرضه لدى مريض واقف ثم مستلقي للكشف عن وجود دوالي.
  • فحص الفتحات الإربية:
  • فحص العضو الذكري: للبحث عن عوامل مسببة لنقص في الخصوبة. الفتحة الإحليلية قد تكون في غير موضعها، تصلب الجسم الكهفي، رجل مختن " عملية الختان" أم لا؟.
  • إن فحص رجل خصوبته ناقصة يجب أن يكمل بالجس الشرجي لفحص البروستاتا والحويصلات المنوية العميقة.
  • كذلك يجب أن يكون هذا الفحص تاما للبحث عن خلل هرموني: طبائع جنسية ثانوية، الوزن الزائد، ارتفاع ضغط الدم.
القيمة "الوقائية" للفحص السريري
إن الفحص السريري الكامل والمتأني يمكن من خلاله الوقوف على تشوهات الجهاز التناسلي ويكون العلاج بذلك جراحيا، بحيث هناك 30 في المائة من الحالات سببها دوالي الخصيتين، سوابق عدم هبوط الخصية للصفن في موعدها، أو إصابات في 6-9 في المائة، ويبقى 20 في المائة فقط من الرجال خصوبتهم ناقصة بالفعل.

القيمة "التشخيصية" للفحص السريري
إن الفحص الكامل للصفن، الخصيتي، البربخ والحبل المنوي له قيمة هامة في التشخيص الموجب للخصوبة الناقصة.
  • خصية في غير موضعها توحي بخصوبة ناقصة مرتبطة بعوامل إفرازية.
  • بربخ سليم: خصوبة ناقصة مرتبطة بعوامل إفرازية.
  • بربخ مشوه "عريض أو منتفخ": خصوبة ناقصة مرتبطة بعوامل على مستوى المجاري الجنسية.
  • عدم تخلق البربخ أو القناة الناقلة للنطف: يكتشف بالفحص السريري.
  • حجم الخصيتين: من المعلوم بأن إنتاج النطف مرتبط بحجم الخصيتين
    90 في المائة من النطف الجامدة الغير متحركة تلاحظ في 50 في المائة من الحالات يكون فيها حجم الخصيتين تحت العادي.
الفحوصات المكملة المطلوبة في المرحلة الأولى
  • تحليل المني: يعتبر تحليل المني الفحص الأساسي لتشخيص حالات نقص الخصوبة ويجب أن يتم هذا الفحص في مخبر متخصص.
    • يتم قذف حوالي 2- 5 مل من المني عند الرجل السليم و تحت هذه الكمية يعتبر هبوط في إفراز المني قد يكون مرتبطا بانسداد الحويصلات المنوية، أكبر من هذه الكمية نتكلم عن زيادة في إفراز المني الذي غالبا ما يكون غير مرتبط بأي مرض.
    • PH: ما بين 7.4 – 7.8
      نسبة مرتفعة توحي بوجود إصابات إنتانية
      نسبة أقل توحي بغياب إفرازات الحويصلات المنوية.
    • عدد النطف يكون مابين 20- 60 مليون نطفة/مل
      اللانطفية هي حالة تعرف بخلو المني من أي نطفة
      نقص النطف حالة تعرف بوجود أقل من 20 مليون نطفة/مل
    • حركة النطف:
      في الساعة الأولى: 50- 60 في المائة
      في الساعة الرابعة: 35- 40 في المائة
      نعتبر بأن حركة النطف ضعيفة إذا كان هناك أقل من 50 في المائة من نطف متحركة في الساعة الأولى، مع الإشارة إلى أن هذه المعايير تختلف من مخبر إلى آخر وكذلك من شخص لآخر، كما قد يكون اختلاف كبير في تحليل المني عند نفس الشخص بحسب الحالة الصحية والمدة التي تفصل عن آخر جماع.
    كما لا يمكن بأن نحكم على رجل ما بأنه ناقص الخصوبة من خلال فحص أولي لمنيه نتائجه غير عادية، يجب إعادة الفحص مرة أخرى بعد 2 أو 3 أشهر.
التحاليل المكملة المطلوبة لاحقا
  1. الفحص الهرموني: مطلوب إذا كان هناك شك بان أصل نقص الخصوبة مرتبط بعامل إفرازي بعد الفحص السريري أو إذا كان عدد النطف أقل من 5 مليون/مل، أما إذا كان عدد النطف أكبر من 10 مليون/مل فإن الفحص الهرموني غالبا ما يكون عاديا. المطلوب معايرة FSH و LH وهرمون التستسترون
    • إذا كان FSH أكبر مرتين مقارنة بنسبته العادية فإن أصل نقص الخصوبة يعود أساسا إلى خلل إفرازي
    • إذا كانت نسبة "التستسترون" متدنية، فإن معايرة نسبة الـ "البرولاكتين" ضرورية.
    • إذا كانت نسبة FSH متدنية فإن اختبار LH-RH مطلوبة للبحث عن سبب على مستوى الغدة النخامية
  2. الدراسة البيوكيميائية للبلازما المنوية: تفرز بعض المواد والمركبات في الحالة العادية من مختلف أعضاء الجهاز التناسلي
    • الفريكتوز: يفرز من طرف الحويصلات المنوية
    • الزنك والفوسفاتازأسيد من طرف البروستاتا
    • الكالرنيتين، ألفا كليكوزيداز تفرز من طرف البربخ.
    في حالة وجود خلل أو انسداد على مستوى هذه المجاري فإن الإفراز يقل وبالتالي خلو المني من هذه المركبات، لذلك فإن معايرة نسب هذه المواد مطلوب فقط عند الشك في ارتباط الخصوبة الناقصة بعوامل على مستوى المجاري التناسلية.
  3. زرع المني: من أجل الكشف عن وجود سبب إفرازي، مرتبط خاصة بالحالات الإنتانية (سوابق إصابات تناسلية أو بولية، نقص كمية في المني، وسط حامضي، نطف غير متحركة).
  4. فحص مخبري للبول: مطلوب كذلك من أجل تفسير الخصوبة الناقصة المرتبطة بعوامل إفرازية، وكذا البحث عن إصابات بكتيرية على مستوى الجهاز البولي قد تصيب النطف.
  5. فحوصات أخرى:
    • فحص البروستاتا بالموجات الصوتية عن طريق فتحة الشرج: وهو فحص هام من خلاله يمكن الفحص الدقيق للبروستاتا والحويصلات المنوية.
      مطلوب عندما يكون حجم الخصيتين عاديا مع نقص أو غياب النطف، سوابق إصابات الجهاز التناسلي أو البولي، القناة الناقلة للنطف غير واضحة أثناء الفحص السريري، البربخ عريض، الجس الشرجي غير عادي، وجود دم بالمني، مشاكل متعلقة بالقذف.
    • فحص الصفن بالموجات الصوتية: يوضح بشكل أدق حجم وشكل الخصيتين، كما يمكن من خلاله الكشف عن أسباب أخرى كالأورام، تكلس الخصيتين، وكذلك تحديد تعرض الأوعية في حالة الدوالي.
    • فحص الكلى بالموجات الصوتية: يكون دوريا في حالة دوالي الخصية اليسرى للبحث عن انسداد عضوي يعيق التدفق الوريدي.
      وفي حالة عدم تخلق الحويصلات المنوية من أجل البحث عن عدم تخلق آخر مصاحب لباقي الجهاز البولي العلوي.
  6. تحديد الجنس: بالفحص الوراثي في حالة خلو المني من النطف أو كمية أقل من 5 مليون/مل مع الإشارة إلى أن حوالي 10 في المائة من هذا النوع من المني مرتبط بخلل صبغي.
  7. البحث عن أجسام مضادة للنطف: إذا كان هناك 40 في المائة من النطف حاملة لأجسام مضادة يمكن أن نتكلم عن سبب مناعي.
  8. إختبارات حيوية جد متخصصة: الهدف منها
    • تحديد الحالة الإخصابية للنطف بتقدير الوضع الصبغي، القدرة على التثبت والالتصاق بجدار البويضة.
      تجرى هذه الفحوصات في مخابر متخصصة متطورة ولحالات منتقاة.
    • تحضير المني لأجل المساعدة الطبية على الإنجاب.
العلاج يجب أن نتذكر بأن علاج الخصوبة الناقصة عند الرجل تتم في إطار التكفل التام بالزوجين، ومن غبر المجدي البدء في العلاج إذا لم نحدد الحالة الوظيفية والمرفولوجية للزوجة. إذا تأكدنا من العقم النهائي من الأفضل توجيه الزوجين نحو العلاج المخفف أو الملطف: "تعدد الزوجات إذا كانت الزوجة هي السبب، تربية أبناء آخرين".

أما في الحالات الأخرى فإن الهدف من العلاج هو إعطاء الزوجين معا الفرصة لإحداث حمل طبيعي، وفي حالة الفشل يمكن اللجوء إلى المساعدة الطبية على الإنجاب وذلك بأخذ نطفة من الرجل وزرعها مباشرة في بويضة زوجته وتجرى هذه العمليات حاليا على نطاق واسع وأثبتت النتائج المرجوة في رزق الكثير من الأزواج بالأبناء "بتوفيق من الله تعالى".
  1. العلاج الطبي
    1. العلاج الهرموني: بالنسبة للرجال ذوي الخصوبة الناقصة مع وجود خصي صغيرة الحجم "خصوبة ناقصة مرتبطة بعامل إفرازي متعلق بالخصيتين" فإنه يمكن علاجهم بالهرمونات الذكرية "قونادوتروبين" ومن الأفضل بالتنسيق مع أخصائي الغدد.  ومن الممكن إدخال علاجات هرمونية تجريبية تكون مجدية في بعض الحالات إذا كان العقم ذو سبب مجهول "هرمونات أستروجينية، أندروجينية وهرمونات ذكرية".
    2. أدوية ضد إنتانية: من المفيد البحث عن سبب إذا كانت هناك إصابات المني الإنتانية "غالبا ما تكون أصل في التهاب البروستاتا أو الحويصلات المنوية". إن نسبة الإلتهابات البروستاتية المزمنة تحت العيادية "السريرية" تستوجب إدخال أدوية ملائمة ضد هذه الإصابات مع تركيز في البول وأنسجة البروستاتا، ولفترة مناسبة من 2- 3 أشهر. يستفيد من هذا العلاج كلا الزوجين والهدف منه هو القضاء وتعقيم المنشأ الإنتاني، وبخاصة المساهمة في تأهيل المني للمساعدة الطبية على الإنجاب إذا فشل الزوجين في الحصول على حمل طبيعي.
    3. العلاج المناعي للخصوبة الناقصة: يعتمد أساسا على سبب المرض إذا كان مشخصا "أقل من 50 في المائة من الحالات" بمضادات الإلتهاب الستيرويدية وهو العلاج الوحيد المقترح. حاليا يستعمل هذا العلاج على نطاق محدود نظرا لآثاره الجانبية على المساعدة الطبية على الإنجاب.
  2. العلاج الجراحي
    إن الجراحة الترميمية لمختلف قنوات الجهاز التناسلي ممكنة إذا كانت هذه الخصوبة مرتبطة بعامل إفرازي ذو صلة بحاجز على المجرى البربخي والقناة الناقلة للنطف، بحيث يمثل ذلك 10 في المائة من الحالات.
    • الجراحة البربخية تستهدف الحواجز البربخية الخلقية أو بعد الإصابات الإنتانية، ويمثل التفمم بين البربخ والقناة الناقلة للنطف "تفمم جنب/جانبي أو نهائي/نهائي" التقنية الأكثر استعمالا. نسبة النجاح في 30- 60 في المائة . احتمال حدوث الحمل بعد هذه العملية هو 10- 30 في المائة.
    • الجراحة المتصلة بالقناة الناقلة للنطف تتمثل في إعادة تثبيت القناة بتفمم نهائي/نهائي على مستوى واحد أو مستويان. نسبة النجاح 50- 70 في المائة مع احتمال حدوث الحمل في حدود 40- 50 في المائة.
    • تعتبر عملية أخذ النطف مباشرة من الخصية وحقنها داخل البويضة داخلة في إطار المساعدة الطبية على الإنجاب، تجرى هذه العملية بالتزامن مع تحريض الإباضة عند المرأة لاستقبال البويضة. تؤخذ النطف سواء من البربخ أو الخصية. المنفذ الجراحي هو بضع جلدي.
      • دواعي اللجوء لهذه الطريقة: غياب النطف في المني متعلق بعدم تخلق القناة الناقلة للنطف، حاجز على مستوى البربخ أو القناة الناقلة للنطف مع فشل العلاجات السابقة. حاليا تجرى هذه العملية حتى في الخصوبة الناقصة المتعلقة بغياب أولي للنطف في المني, أين نجد خلايا نطفية قابلة للاستعمال في " م ط إ" في 30- 40 في المائة بالرغم من ضمور الخصيتين وارتفاع معدل FSH
    • الخزعة الخصيوية: استعملت منذ مدة طويلة من أجل تشخيص نسيجي لفشل عملية تكون النطف، لكن هي في تضاؤل مع قدوم تقنية "م ط إ". حاليا تستعمل من أجل الحصول على نطف لاستعماله في "م ط إ" وأثناء عملية التفميم أو إيصال مختلف القنوات في حالة الخصوبة الناقصة المرتبطة بعامل إفرازي.
    • جراحة مسارات القذف: تجرى حاليا بالمنظار لإزالة الحواجز أو تعريض الإحليل البروستاتي في حالة خطر ارتداد البول أو التهابات البربخ المتكررة.
    • جراحة دوالي الخصية: إذا كانت الدوالي هي سبب الخصوبة الناقصة، مع الإشارة إلى أن معاودة الدوالي بعد العملية الجراحية قد تكون في حدود 10 في المائة. تتكون النطف من جديد في 30- 60 في المائة. يحدث الحمل في حدود 30- 40 في المائة.
    • علاجات متخصصة ممكنة في حالات التشوهات البولية: الورم الحميمي أو أكياس البروستاتا، ورم الخصية، عملية إنزال الخصية من الحوض أو البطن وتشوهات الجهاز البولي العلوي.
  3. المساعدة الطبية على الإنجاب "م ط إ": يمكن اللجوء إلى هذه العمليات المساعدة بتوجيه من الطبيب المختص في الأمراض النسائية والطبيب المختص في البيولوجيا. يجب أن تجرى هذه العمليات في وسط متعدد الاختصاصات بفريق متمرن وله من الإمكانات التقنية ما يكفي، وتأتي هذه المساعدة بعد فشل كل العلاجات الأكثر سهولة.
    • مختلف التقنيات
      • زرع النطف: سواء في عنق أو بداخل الرحم مباشرة بنطف الزوج ويكون محضر مسبقا، يستهدف الخصوبة الناقصة المرتبطة بمشاكل القذف أو تشوهات نطفية، نسبة النجاح 10- 15 في المائة.
      • التلقيح الاصطناعي: إخصاب بويضة الزوجة بنطاف الزوج خارج الرحم "أنبوب"، ويلزم على الأقل مليون واحد من النطف من أجل إلقاح داخل الأنبوب. نسبة النجاح 20 في المائة
        نسبة ولادة أبناء عاديين 10 في المائة.
      • الحقنة داخل السيتوبلازما: وهي حقن نطفة واحدة داخل بويضة ناضجة، سواء كانت هذه النطفة مقذوفة أو مأخوذ من الخصية، البربخ أو القناة الناقلة للنطف. نسبة النجاح 20 في المائة. نسبة ولادة أبناء أحياء 25 في المائة. ويعتبر شلل النطفة هو العائق الوحيد لهذه العملية.
      • الزرع الإصطناعي لنطف رجل" أجنبي": تجرى في الدول الغربية في إطار قانوني واضح، وتقوم مراكز مختصة بذلك وهي المسئولة عن تنظيم عمليات وهب النطف. " من غير الممكن ومن غير المعقول اللجوء إلى هذه العملية المخالفة للقيم والأعراف والدين"، وهي نوع من أنواع الحمل السفاح.
    • دواعي اللجوء لمثل هذه العمليات:
      تحدد مدة عقم الزوجان، محاولات تحسين إنتاج النطف, نتائج الاختبارات الخاصة بالزوجة، عمرها وفشل العلاجات الدوائية العناصر المهمة في اختيار التقنية. نقص الخصوبة الذكورية تشكل 40 في المائة من دواعي اللجوء لهذه العمليات.
      • قلة حركة النطف مع عدد أكبر من 5 مليون/مل، بدون عوامل متعلقة بالزوجة، عدم حدوث حمل في أقل من سنتين في هذه الحالات يجب إعطاء فرصة لحدوث حمل بطريقة طبيعية (مع علاج الإصابات الإنتانية ودوالي الخصية) وفي حالة الفشل نلجأ للتلقيح الاصطناعي عن طريق الأنبوب.
      • قلة حركة النطف مع عدد أكبر من 1 مليون نطفة/مل لكن مع وجود مسببات مرتبطة بالزوجة فهنا نلجأ إلى زرع النطف داخل الرحم وفي حالة الفشل نجرب التلقيح الاصطناعي في الأنبوب. في حالة وجود أقل من 1 مليون نطفة/مل متحركة فإن اختيار التقنية يعود إمكانيات وعادات كل فريق طبي.
      • غياب النطف بالمني مرتبط بعامل إفرازي: نسبة النجاح حاليا هي 30 في المائة، مع عدم إغفال إجراء عملية جراحية لإصلاح الخلل أو إزالة السبب. والأفضل هو إجراء عملية لإصلاح القناة الناقلة للنطف إذا كان العائق ممكن الولوج جراحيا، وفي نفس الوقت أخذ النطف من البربخ أو الخصية من أجل "م ط إ"، متوازية أو منفصلة عن حقن النطف داخل سيتوبلازما البويضة.
      • شلل في حركة النطف متعلق بعامل إفرازي: حاليا يمكن تحييد النطف المؤهلة للإخصاب في 30- 40 في المائة من الحالات بالرغم من المعدل المرتفع للـ "أف أس أش"، وهذا يسهل عملية حقن النطف داخل سيتوبلازما البويضة، ومن الأفضل أخذ عينات "خزعات" للبحث عن السبب.
    بالنسبة للتلقيح الإصطناعي داخل الأنبوب فإنه يحترم شروط الإلقاح الطبيعي، ولا توجد تشوهات للأطفال المولودين بهذه الطريقة مقارنة بالأطفال العاديين، ولكن نسبة حدوث الولادة قبل الأوان والتوائم هي 20 في المائة. أما عملية حقن النطف داخل سيتوبلازما البويضة فإنه لا يحترم مراحل الإلقاح العادية والطبيعية ويطرح مشكلة اختيار النطف المحقونة، فهناك خطر التشوهات الصبغية خاصة الجنسية منها وبالتالي مشاكل في نقل المورثات عند الأجيال اللاحقة.
خلاصة
  • نؤكد على أهمية الفحص لكلا الزوجين قبل الزواج.
  • من الأفضل إعطاء فرصة لحدوث حمل طبيعي وعدم اللجوء إلى الطرق التقنية إلا بعد استنفاذ كل الأسباب من مدة لازمة وعلاج طبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق